الماتش لسه ما خلصش


بعد عودته مهزوماً من الحرب مع اسرائيل يعود الظابط المصري مكسور الجناح الى زوجته وابنه. بالرغم من محاولات الزوجة رفع معنويات زوجها الى انها تفشل في جعله يتخطى الهزيمة ومما يزيد الطين بلة سخرية المجتمع المصري منه ومعه كامل الجيش مما يسبب له إحراجاً كبيراً في 'سنترال' الهاتف في ستينيات القرن الماضي.


عند عودته الى المنزل لا يجد ابنه في سريره بل هائماً في الطرقات يبحث عنه وعندما يجده يحاول التخفيف عنه خاصةً وان الطفل تعرض للتنمر في مدرسته بسبب إخفاقات والده في المعارك وبدل ان يشجع الوالد ابنه على الرد بشكل عنيف ينصحه بأخبارهم ان 'الماتش لسه ما خلصش' وبهذه العبارة يُطلق شرارة الحماس داخل ولده وداخل نفسه ومع هذه الشرارة تنطلق أحداث الفيلم المصري الجديد 'الممر' من بطولة النجم أحمد عز ومن اخراج شريف عرفة.



انها النكسة امام اسرائيل التي جعلت الجيش المصري يتخبط في مجتمعه بسبب عدم هزمه لها وهي التي قضمت جزئاً من صحراء سيناء وعلى مرمى حجر من قناة السويس الاستراتيجية. 


يتناول الفيلم قوات الصاعقة المصرية خلال حرب الاستنزاف، وعلى رأسهم قائد المجموعة 39 ورفاقه الذين سيحاولون إنقاذ مجموعة من الأسرى الجنود في معسكر اسرائيلي محصّن جداً.. وعندما تصبح المهمة أكثر من مستحيلة تتحول الى تحدٍ كبير لإنجاحها وفتح  'ممر' عبر خطوط العدو للوصول الى بر الأمان.


توفرت لدى المخرج شريف عرفة أكبر ميزانية لفيلم في تاريخ السينما المصرية، ووُضعت تحت تصرفه إمكانيات الجيش المصري بطائراته ودباباته ومدرعاته، فأخرج فيلماً حربياً بامتياز ذات انتاج ضخم وان بدا متأثراً بالإنتاجات الامريكية المماثلة الى أن المخرج ينجح في تصوير المعارك والعمليات العسكرية بشكل متقن ومميز.


هذا ونافس فيلم الممر ضمن خمسة أفلام خلال موسم عيد الفطر في مصر وحقق أعلى إيراد لفيلم حربي في تاريخ السينما المصرية.




الفيلم ذات التقنيات العالية يحاول تمرير بعض الأفكار عن بطولات العرب في زمن الهزائم والثورات والربيع العربي بالإضافة لصفقة القرن الأخيرة ودور اسرائيل في تأجيج الصراعات عبر 'حرب لا تناهي' كما يبشر جنرالاتها في مجلسهم.


انه فيلم حربي بامتياز مع موسيقى وأغاني تناسب روح الفيلم واداء ميز لأبطاله ونفحة من الكوميديا عبر الصحافي 'الفاشل' إحسان (الممثل أحمد رزق) الذي يحاول توثيق مجريات المعركة والتغلب على فشله مع 'أبطال' الصحراء.


من جهة أخرى، يسقط الفيلم احياناً في فخ الإطالة مع رسائل مباشرة عن الوطنية يقولها الجنود وكأنها دروس فلسفية في حب الوطن والالتزام التام بالتضحية لأجله.


لكن ومع ذلك ففيلم 'الممر' هو انجاز سينمائي بحد ذاته من حيث الإنتاج، الإخراج وبث روح العنفوان في نفوس الجماهير في الصالات وبالطبع يستحق المشاهدة على الشاشة الكبيرة للإنخراط كلياً في مغامرات هذه الفرقة المقدامة من الجيش المصري خلال فترة تاريخية طبعت أقوى الجيوش العربية على الإطلاق.


في الصالات في بيروت

Write a comment

Comments: 0