روحانا اختتم تساعية الصلاة مع مريم من أجل لبنان: لنكن رسل محبة حقيقية وفاعلي سلام في هذا العالم

 

اختتمت في دير مار الياس - انطلياس تساعية الصوم والصلاة التي نظمتها "جمعية أصدقاء مريم ملكة السلام" - عائلة مديوغوريه في لبنان، للسنة ال 19 على التوالي، وبالتزامن مع رعية مديوغوريه التي تحتفل بعيد ظهورات العذراء ال38، بقداس ترأسه النائب البطريركي العام على أبرشية صربا المارونية المطران بولس روحانا يعاونه لفيف من الكهنة وخدمته بمشاركة عدد من المؤمنين.

 

العظة

بعد تلاوة إنجيل التطويبات، ألقى روحانا عظة وقال:"بدعوة من السيدة سناء نصار رئيسة جمعية أصدقاء مريم ملكة السلام - عائلة مديوغوريه في لبنان، وبعد استئذان أخي صاحب السيادة المطران كميل زيدان راعي أبرشية أنطلياس المارونية، أرأس اليوم بينكم القداس الإلهي في ختام تساعية صلاة وصوم أقمتموها في هذه الكنيسة كما في كل سنة منذ العام 2000، للاحتفال بعيد مريم ملكة السلام، كما عرفت هي عن نفسها في أولى ظهوراتها في مديوغوريه وذلك في ال25 من شهر حزيران سنة 1981".

 

أضاف:"وطننا لبنان، كما العديد من شعوب المنطقة والعالم، التي تعاني من فقدان السلام، ينظر اليوم معكم وعبركم وكل يوم الى مريم العذراء التي احتضنت بإيمانها أولا وأحشائها أمير السلام يسوع المسيح وهو يرجو وطننا، بشفاعتها المقبولة، أن يحل بين أبنائه سلام المسيح، مرددين ما قاله لنا: السلام أستودعكم، سلامي أعطيكم، لا كما يعطيه العالم، أنا أعطيكم، لا يضطرب قلبكم ولا يخف، من الإنجيلي يوحنا".

وتابع:"ويتبين لنا من قول يسوع للجموع والتلاميذ في عظته على الجبل، طوبى لفاعلي السلام لأنهم سيدعون أبناء الله، يتبين لنا أن عطية السلام التي استودعنا إياها، تتطلب جهدا وتعاون الإنسان لكي تتحقق في عالم البشر، إذ إنه لمن السذاجة والخطأ الإعتقاد بأن عطية السلام تهبط على الإنسان من فوق وتفعل فعلها من دون أي موقف شخصي إيجابي من الإنسان يجعل منه فاعل سلام".

واضاف:"إذا كانت المحبة طريقا للسلام، فهذا يعني أنها لا تكتسب إلا بالجهاد الروحي اليومي لإفراغ القلب يوما بعد يوم من الأهواء السلبية المتضاربة فينا كالأنانية والكبرياء والحسد والغضب والتي إذا تركناها تتمادى، تقطع الشركة بيننا وبين الآخرين".

وقال :"بالمحبة إذا عملنا على تعزيزها في حياتنا، لا نعود أسرى هذا الصراع المستميت بين ما أريد، وما أفعل، متذكرين القول الشهير لبولس الرسول:الخير الذي أريد، إياه لا أفعل، والشر الذي لا أريد، إياه أفعل. المحبة التي تقود الى السلام من شأنها أن تحقق أولا وحدة القلب والإرادة والحرية، هذا هو نصيب فاعلي السلام".

وختم:"صلاتي أرفعها مع إخوتي الكهنة والرهبان ومعكم جميعا، أرفعها الى الله، بشفاعة مريم ملكة السلام، أن نكون رسل محبة حقيقية وفاعلي سلام في هذا العالم المضطرب، فيما قلوبنا تتعزى بحضور الرب القائم من الموت، هو الذي وعدنا بأنه باق معنا كل الأيام، الى منتهى العالم آمين".

اشارة الى ان النوايا رفعت من أجل الحكام والمسؤولين السياسيين والعسكريين والقضائيين ليحققوا العدل ويسعوا الى السلام، ولكي يكون وطننا لبنان مسرحا للحب والرحمة، ومن اجل الرازحين تحت أثقال الحياة وكل من شارك في التساعية.

بعد القداس، اقيم تطواف بالقربان المقدس في شوارع أنطلياس وجرى تكريس لبنان لقلب يسوع الأقدس ولقلب مريم الطاهر، واختتمت الصلوات بالاحتفال بالعيد.

وكانت سبقت القداس تلاوة المسبحة الوردية.

 

 

Write a comment

Comments: 0