كلودين عون روكز رعت حفل تخرّج طلاب مدرسة الليسيه شارلمان


رعت السيدة كلودين عون روكز، رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية حفل تخرّج طالبات وطلاب مدرسة الليسيه شارلمان – روميه، بحضور النائب الياس حنكش، سفير فرنسا في لبنان السيد برونو فوشيه ممثلاً بالسيدة باسكال ماتيرا، رئيس المدرسة الأستاذ أنطوان الشاعر، مديرة المدرسة السيدة أنطوانيت الشاعر، رؤساء بلديات المنطقة، مدراء جامعات، الجسم التعليمي في المدرسة وأهالي الخريجين.


تخلل الحفل كلمة رئيس المدرسة الأستاذ أنطوان الشاعر قال فيها:" 

 

المعرفة غذاء النفس والعقل، وعليكم أن تنهلوا منا ما استطعتم إلى ذلك سبيلاً، وأنتم على أبواب الجامعة، فعليكم أن تتحلوا بفضيلة التواضع والصبر والمثابرة."

وتابع:" طالما علمتنا الحكم السماوية أن من وضع نفسه ارتفع ومن رفع نفسه اتضع. بهذه الروح أريد أن تدخلوا الجامعة وأن تتزودوا بهذه الزاد لتكونوا نوراً لمن حولكم وملحاً في مجتمعكم، وأن تثمروا الوزنات المعطاة لكم، وأن تضاعفوها، وبذلك يتغيّر وجه الكون لا بقوة الساعد أو النفوذ أو المال."


وختم: "إن تطور مفاهيم التربية المنادية بالمزيد من التسامح والحرية، هي أيضاً تنادي بالمزيد من المسؤولية ، فمقدار ما نكون أحراراً يجي أن نكونمسؤولين.

إن مدرسة الليسيه شارلمان فخورة بكم، وتهنئكم من صميم القلب وإلى مزيد من النجاح والتقدم".

كما كانت كلمة للمسؤولة التربوية السيدة لودي مسلّم، وللطلاب وللقدامى، ثم  ألقت السيدة باسكال ماتيرا المفتشة التربوية للتعليم الوطني الفرنسي، كلمة أكدت فيها على أهمية دور Lycée Charlemagne   في تعزيز تعلم اللغة الفرنسية من دون إهمال اللغة والثقافة اللبنانية، كما أعربت عن تقديرها للجو العائلي الموجود في  المدرسة ، وشكرت الفريق التربوي على عمله وسلطت الضوء على أهمية دور المرأة في المجتمع.


ثم كانت كلمة راعية الحفل السيدة كلودين عون روكز، رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة، قالت فيها:" منذ ولادتكم، ولد معكم إنتماؤكم لعائلتكم ولأهلكم، وبدأت تتحدد هويتكم ومعالم شخصيتكم. وبعد البيت، اكتسبتم إنتماءكم لمدرستكم التي عشتم فيها لسنوات، والتي ساهمت في تطوركم على الصعيد الشخصي والعلمي والعاطفي والاجتماعي. واليوم إنتم تطوون صفحة حلوة من حياتكم، صفحة مليئة بالصداقات والتجارب، بالعلم والمعرفة، وبدءاً من الغد، مرحلة جديدة مختلفة ستبدأ في حياتكم، ستنتمون خلالها لجامعتكم وبعدها لمهنتكم وبعدها لعائلتكم الخاصة التي ستبنوها.


ويبقى الرابط المشترك بين كل مراحل حياتنا، من الطفولة وحتى الكهولة، هو إنتماؤنا للوطن الذي  يجمع على أرضه كلّ من نحب والأماكن التي ننتمي إليها، والذكريات الساكنة فينا، وحضارتنا وتاريخ أجدادنا.


إنطلقوا من انتمائكم للوطن في كل القرارات التي ستتخذونها في حياتكم، وانطلقوا من إنسانيتكم التي هي هويتكم الحقيقية، في كل كلمة تخرج من فمكم وفي كل موقف تتخذونه."


وتابعت:" دعوا عطر الإنسانية والمحبة والتواضع، يفوح منكم ومن أعمالكم، ودعوا إنتماءكم للوطن يكون أولوية في حياتكم، وهذا كافي لكي تعيشوا مرتاحين وأن تحلموا وتثابروا لتحقيق الحلم.


طبعاً ظروف الحياة ليست كلها جميلة، "فالحياة طلعات ونزلات" وأحياناً هذه الظروف تحكمنا وتغيّر مسار حياتنا، وتحدّ من الخيارات المطروحة أمامنا، ولكن بالرغم من ذلك، نحن دايماً مدعوون أن  نختار الخير وليس الشر، والصح وليس الخطأ.


أدعوكم أن تختاروا الطريق الصح في كل شي في حياتكم: في مهنتكم، خذوا وقتكم لتختاروا الاختصاص الذي تحبونه لأنه من خلال خياراتكم الحالية أنتم ترسمون مسار مستقبلكم المهني والشخصي. وحتى لو أخطأتم، لا تخافوا، واجهوا المشكلة ولا تهربوا منها، اعملوا على حلّها وتابعوا التقدم.


وفي علاقاتكم الشخصية، انطلقوا من إنسانيتكم ومن مبدأ المساواة بين كلّ الناس، وتصرفوا على هذا الأساس.

وفي المشاكل التي تواجهونها أو ستواجهونها، لا تيأسوا مهما ما كانت صعبة وواجهوها، وأرجوكم ألا تنجرفوا لأماكن صعب الرجوع منها. وأقصد هنا "الإدمان على المخدرات" الذي يفتك بشبابنا، ويسرق مستقبلهم، فحياتكم يجب أن تكون الأغلى بالنسبة لكم وبالنسبة للذين تحبونهم.".


وأضافت:" كونوا إيجابيين في التعاطي مع الظروف التي ستواجهكم، مهما كانت صعبة، ولا تدعوا السلبيات تنسيكم الأشياء الجميلة في لبنان، إن بلدنا مميّز وشعبه كان وسيبقى شعباً مبدعاً.  


أدعوكم أن تستبدلوا ثقافة الحقد والسلبية التي تكثر في أيامنا، وخصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بثقافة الاحترام، احترام الانسان الآخر والاختلاف في الإنسان الآخر، واحترام القوانين والمبادئ الإنسانية، إحترام الطبيعة والبيئة والنظافة العامة، وألا نتخلى عن مسؤوليتنا كمواطنين، ونظافة شوارعنا من نظافتنا، وكما أن الدولة مسؤولة عن تنظيف الطرقات، نحن أيضاً عنا مسؤولون ألا نساهم في التلوث.


لا تدخلوا في دوامة الفساد، بل كونوا النموذج الذي سيعمّم ليصبح هو القاعدة فينتصر الحق على الباطل. "

وتوجهت إلى الشابات الخريجات وقالت: "احلمن وادرسن وانجحن وابدعن في مهنكن، لتبنين مع الشباب مجتمعاً أفضل وأرقى من مجتمعنا اليوم. من هنا نسعى في الهيئة الوطنية لشؤون المرأة، لتحقيق المساواة الكاملة بين النساء والرجال في الحقوق كما في الواجبات، انطلاقاً من الدستور اللبناني الذي يساوي بين كلّ المواطنين وانطلاقاً من كون المرأة شريكة أساسية في المجتمع والوطن."


وختمت:" أشكر السيد أنطوان الشاعر لدعوتي لمشاركتكم فرحة التخرّج، وأوجه تحية تقدير لفريق العمل الإداري وللجسم التعليمي في Lycée Charlemagne، وأتمنى لكم مستقبلاً ناجحاً مليئاً بالفرح وبالحب وبالإنسانية."

 

أُختتم اللقاء بتوزيع الشهادات على الطلاب والاحتفال بالمناسبة.



Write a comment

Comments: 0