الطاقة المتجددة تستأثر الآن بثلث القدرة الإنتاجية

تُعتبر "الوكالة الدولية للطاقة المتجددة" بمثابة مركز عالمي للتعاون في مجال الطاقة المتجددة وتبادل المعلومات بين أعضائها الذين يبلغ عددهم 160 عضواً
تُعتبر "الوكالة الدولية للطاقة المتجددة" بمثابة مركز عالمي للتعاون في مجال الطاقة المتجددة وتبادل المعلومات بين أعضائها الذين يبلغ عددهم 160 عضواً

كشفت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA) في بيانات جديدة أصدرتها اليوم عن استمرار النمو القوي التي شهدته القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة منذ عقد في عام 2018 مع إضافة 171 جيجاواط على مستوى العالم. وتعود هذه الزيادة السنوية البالغة نسبتها 7,9% إلى الإضافات الجديدة لطاقتي الشمس والرياح اللتين شكلتا نحو 84% من هذا النمو؛ وبذلك تستأثر مصادر الطاقة المتجددة اليوم بثلث القدرة الإنتاجية العالمية من الطاقة.

 

وتشير "إحصائيات القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة 2019" (Renewable Capacity Statistics 2019)، وهي التقرير الأشمل والأحدث من نوعه حول بيانات توليد الطاقات المتجددة، إلى نمو القطاع في جميع مناطق العالم وإن بسرعات متفاوتة؛ حيث كانت أوقيانوسيا المنطقة الأسرع نمواً بنسبة 17,7%، تلتها آسيا بنسبة 61% من إجمالي مشاريع الطاقة المتجددة التي دخلت حيز التشغيل في عام 2018 وبنسبة نمو 11,4%، وحلت أفريقيا في المرتبة الثالثة بنسبة نمو 8,4%. وبالمحصلة، فإن مصادر الطاقة المتجددة ساهمت بنحو ثلثي القدرة الإنتاجية الجديدة في عام 2018.

 

وقال عدنان أمين، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة: "من خلال قضية أعمالها المقنعة، رسخت الطاقة المتجددة مكانتها في صدارة التقنيات المفضلة لتوليد الطاقة الجديدة عبر غالبية المشاريع حول العالم. وقد ساهم النمو القوي لهذا القطاع خلال عام 2018 في استمرار التوجه اللافت خلال السنوات الخمس الماضية نحو تبني تقنيات الطاقة المتجددة، والذي يشكل أساس التحول في قطاع الطاقة العالمي".

 

وأردف أمين: "ومع ذلك، لا بد من تسريع وتيرة نمو القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة حتى نتمكن من تحقيق غايات المناخ العالمية وأهداف التنمية المستدامة. وهذا يستوجب تبني سياسات انتقالية داعمة لتحول قطاع الطاقة بعيداً عن المصادر غير المتجددة، الأمر الذي يمكّن البلدان من اغتنام إمكانات هذا التحول وجني فوائده الكبيرة على المستويات الاجتماعية والاقتصادية بالإضافة إلى نزع الكربون من اقتصادها".

 

وقارن تقرير الوكالة نمو القدرة الإنتاجية للطاقات المتجددة مقابل الطاقة غير المتجددة ولا سيما الوقود الأحفوري والطاقة النووية؛ حيث كشف عن انخفاض القدرة الإنتاجية للطاقة غير المتجددة في أوروبا وأمريكا الشمالية وأوقيانوسيا بنحو 85 جيجاواط منذ عام 2010، وارتفاعها في كل من آسيا والشرق الأوسط خلال الفترة نفسها. ومنذ عام 2000، ازدادت القدرة الإنتاجية للطاقة غير المتجددة بمعدل وسطي يقارب 115 جيجاواط سنوياً دون أي توجه كبير يُعتد به صعوداً أو هبوطاً. في حين وصل إجمالي القدرة الانتاجية للطاقة المتجددة بحلول نهاية العام الماضي إلى 2,351 جيجاواط عالمياً.

 

التطورات الأبرز بحسب التكنولوجيا:

 

الطاقة الكهرومائية: استمر تباطؤ نمو الطاقة الكهرومائية في عام 2018، واقتصر فقط على الصين التي أضافت قدرة إنتاجية جديدة بواقع 8,5 جيجاواط.

 

طاقة الرياح: ارتفعت القدرة الإنتاجية العالمية لطاقة الرياح بواقع 49 جيجاواط في عام 2017. وواصلت الصين والولايات المتحدة الاستئثار بالحصة الأكبر من النمو في طاقة الرياح بزيادة 20 جيجاواط للصين و7 جيجاواط للولايات المتحدة. وضمت قائمة البلدان الأخرى التي توسعت بواقع يزيد على 1 جيجاواط كلاً من: البرازيل، وفرنسا، وألمانيا، والهند، والمملكة المتحدة.

 

الطاقة الحيوية: استأثرت ثلاثة بلدان بأكثر من نصف الزيادة الإنتاجية للطاقة الحيوية والتي كانت منخفضة نسبياً في عام 2018؛ حيث زادت الصين قدرتها الإنتاجية بواقع 2 جيجاواط، والهند بواقع 700 ميجاواط، كما زادت المملكة المتحدة قدرتها الإنتاجية بواقع 900 ميجاواط.

 

الطاقة الشمسية: ارتفعت القدرة الإنتاجية للطاقة الشمسية بواقع 94 جيجاواط العام الماضي (+24%). وواصلت آسيا استحواذها على الحصة الأكبر من نمو القدرة الإنتاجية العالمية للطاقة الشمسية مع تسجيل زيادة بواقع 64 جيجاواط (حوالي 70% من التوسع العالمي في عام 2018). وكما في العام الماضي، استأثرت الصين والهند واليابان وكوريا بالنسبة الأكبر من هذه الزيادة. وتم تسجيل زيادات كبيرة أيضاً في الولايات المتحدة (+8,4 جيجاواط)، وأستراليا (+3,8 جيجاواط)، وألمانيا (+3,6 جيجاواط). وضمت قائمة الأسواق الأصغر التي حققت زيادات مهمة كذلك: البرازيل، ومصر، وباكستان، والمكسيك، وتركيا، وهولندا.

 

الطاقة الحرارية الأرضية: ازدادت القدرة الإنتاجية للطاقة الحرارية الأرضية بنحو 539 ميجاواط في عام 2018، وحدث أغلب هذا التوسع في تركيا (+219 ميجاواط)، وإندونيسيا (+137 ميجاواط)، ثم الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك ونيوزيلندا.

 

وصل إجمالي القدرة الانتاجية للطاقة المتجددة بحلول نهاية العام الماضي إلى 2,351 جيجاواط عالمياً - من ما يعادل ثلثي مجموع القدرة الانتاجية للطاقة. تمثل الطاقة الكهرومائية أكبر حصة من القدرة الإنتاجية بسعة 1,172 جيجاواط – ما يقارب نصف مجموع القدرة الإنتاجية. تمثل كذلك طاقة الرياح والطاقة الشمسية متبقي القدرة الانتاجية بسعة 564 جيجاواط و 480 جيجاواط من القدرة الإنتاجية. أما القدرة الانتاجية من الطاقات المتجددة الأخرى فهي تمثل 121 جيجاواط من الطاقة الحيوية،  13 جيجاواط من الطاقة الحرارية الأرضية، و 500 ميجاواط من الطاقة البحرية (التي تتكون من طاقات المد والجذر، والموج والمحيط).

Write a comment

Comments: 0