قداس الشكر السنوي


اقامت رابطة كاريتاس لبنان ـ اقليم البترون قداس الشكر السنوي في كاتدرائية مار اسطفان واحتفل بالذبيحة الالهية راعي ابرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله ومتروبوليت طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار جاورجيوس ضاهر بمشاركة رئيس كاريتاس الاب بول كرم ، مرشد اقاليم كاريتاس الاب رولان مراد، مرشد اقليم البترون الخوري فرانسوا حرب، وعدد من الكهنة في حضور رفيق شاهين ممثلا النائب فادي سعد، مديرة الوكالة الوطنية للاعلام لور سليمان صعب، مسؤولة الصليب الاحمر في البترون كلود درزي، رئيس اقليم البترون في كاريتاس البترون ايلي السمراني والعاملين والمتطوعين بالاضافة الى ممثلي جمعيات ومؤسسات واندية واصدقاء كاريتاس.


العظة

وبعد تلاوة الانجيل المقدس القى المطران ضاهر عظة قال فيها: " بدايةً أرفع الشكر الى الباري تعالى، على كل ما أغدق ويغدق علينا، من وافرِ نعمه وجزيلِ عطاياه، وأرفعه ثانياً، إلى كلِّ واحد منكم، أنتم أيها الاخوة المؤمنون بالسيد المسيح والمدعوون باسمه، الذين أحببتم أن تشتركوا معنا اليوم في هذه الصلاة على نيّة كاريتاس. سائلاً لهم ولنا جميعاً الخير والبركة، بشفاعة الأم السماوية، سيدة البشارة".


واضاف: "يضعنا إنجيل اليوم أمام حقيقةٍ مَفادُها بأنَّنا لا نستطيع أن نذهب بمفردنا إلى المسيح. فنحن مثل هذا المخلّع يحملُنا إخوتُنا في الكنيسة إلى يسوع، ونحن بدورِنا نحمل الآخرين إليه: "فلمّا رأى يسوع إيمانهم قال للمخلّع: يا ابني، غُفرت لك خطاياك". فيدُ الله مع الجماعة كلّما ابتغت الخير. نشاهد هنا أيضاً عمليةَ تضامنٍ بين المؤمنين بيسوع. فطريقةُ الوصول إلى يسوع، من حملِ المريض، وكشفِ السقف، لا تعبّر عن إيمان المريض فحسب بل وحامليه أيضاً. وهذا الإيمان المشترك مكّنهم من نيل معجزة الشفاء. إذ إنّ يسوع، كثيراً ما يطلب إيمانَ المريض، أو إيمانَ مَن حولِه قبل أن يتدخّل.

 

نرى في هذا النص أيضاً، "عبور" من حالةٍ إلى حالة. في البداية نحن أمام مخلّعٍ يحملُه أربعةٌ، يحاولون الوصول إلى يسوع، وفي النهاية نرى هذا المخلّع وقد قام وحمل فراشَه وقد غُفرت خطاياه. عبورٌ من المرضِ إلى العافية، عبورٌ من الخطيئة إلى الغفران. "الغفران" هو السرُّ الفصحي، فيسوعُ في قيامته ينادي بالغفران لجميع الناس. واللهُ يغفر لنا خطايانا في يسوع المسيح الذي مات وقام من أجل خلاصنا. إن الغفران الذي منحه المسيحُ للمخلّع هو صورةٌ للغفرانِ الكاملِ الذي سيمنحَه بقيامته المجيدة."


ودعا "لأخذ العبرمن النقاط الثلاثة:


1- الالتفاف حول المسيح واللجوء إليه: حضر المسيح، فضاق المكان بالجموع... المسيح حاضر اليوم في القربان المقدس، وفي خدمة الكلمة، وفي القريب والمحتاج. فمَن منّا سوف يسرع إليه؟


2- فاعلية الايمان: " لمّا رأى يسوعُ إيمانَهم، قال..." آمن المخلّعُ ورفقاؤه بقدرة يسوع العجائبية، فما كان منهم إلاّ الانطلاق والإسراع في تذليل المصاعبِ واختراقِ الزحمة وتسلّقِ الدرج وصولاً الى السطح حتى دلَّوه من على السطح وهو على الفراش.  


فأنتَ يا مَن تؤمن بالمسيح، أليس إيمانُك إيماناً نظرياً يقتصر على القول دون الفعل؟ لا، لا يكفي الاعتراف بحدوث هذه الاعجوبة حتى يكونَ ذلك إيماناً. فأيّاً كان يستطيع ذلك. المسيحي المؤمن حقاً هو الذي ينتقل من واقعيةِ الأحداث الى معناها، من المعنى الى التأمل، من التأملِ الى الاقتناع، من الاقتناعِ الى الاعتناق، من الاعتناقِ الى التطبيقِ والممارسة. هذا هو الايمانُ الفعّال حسب قول القديس يعقوب:" ماذا ينفع الانسان أن يدّعي الايمانَ من غير أعمال؟ الايمانُ إنْ لم يقترن بالأعمال، صار ميتاً في حدِّ ذاته...الايمانُ من غير الأعمال شيءٌ عقيم"(يع2/14-20).


3- الاهتمام بأمور النفس: أبرأ المسيحُ المخلّعَ في نفسه قبل أن يشفيَه في جسده، وبذلك علَّمَنا أنّ صحّةَ النفس تتقدّمُ على صحة الجسد... هل هذا ما يفهمُه أولئك الذين تتقدّمُ عندَهم صحّةَ الجسدِ على صحّة النفس، أو الذين يهتمّون بجمال الجسد على جمال الروح، فلا يتزيّنون بالنعمةِ والفضيلةِ كما يتزيّنون بالموضة والعطور والمساحيق والحلى... وغنى الجيوب على غنى القلوب... 


وتابع: "وعلى مثال ما فعله الربُّ يسوع بحادثة شفاء المخلّع، نقف اليوم مع كاريتاس لبنان في إقليم البترون، وبحضور هذه الكوكبة من الآباء والكهنة والرهبان والراهبات والمتطوعين من المؤمنين وحضور ومشاركة رئيس كاريتاس لبنان قدس الأب بول كرم والأب رولان مراد ، هذه المؤسسة الكنسية التي تستمدُّ عملَها من تعاليم المسيح ولاسيما ما ذُكِرَ في إنجيل الدينونة العامة التي تحاسب الناسَ على ما فعلوه تجاه الآخر، الذي يجسدّ صورةَ الله وهيكلَ الروح القدس، تبلسم الجراح، وتداوي المريض، وتطعم الجائع، وتُروي العطشان، وتزور السجين... كما نصلّي لهذا الجهاز الكنسي المسيحي التي نفتخر به، لما يقدّمُه ويفعلُه من أعمالٍ لخدمةِ المحبّة ومساعدةِ الأشخاصِ والجماعات، وللقيام بالنشاطات الإنسانية والإجتماعية والإنمائية وفقاً لتعليم الكنيسة الإجتماعي، ونضعُ أعمالَه بعهدة عمل الروح القدس، من خدمة المحبة ونحيّي جميعَ الذين يساهمون بفلس الأرملة مع هذه المؤسسة ونصلّي لهم، ونثمِّن جهودَ القيّمين على إدارتها لما فيه عملُ المحبة وخيرُ النفوس."


وختم "بدعاء وصلاة على نيّة الحاضرين قائلاً: أيها الثالوث القدوس أفض علينا روحك القدوس، وثبّتنا في إيمان الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية. آمين".


السمراني

وفي ختام القداس القى سمراني كلمة شكر أعرب فيها عن "فرحة كبيرة باللقاء الذي اردنا من خلاله ان نشكر الرب على كل أخت وأخ جاهزين للعمل بكل محبة للوقوف بجانب القلوب المجروحة والموجوعة بصمت وقناعة للمساهمة والمشاركة بعمل المحبة. ونشكر الرب على كل فرد من جماعة الكنيسة حاضر ليعيش محبة الله لنا. فكاريتاس "المحبة" هي يد من ايادي الكنيسة التي بكل ايمان وصبر تعمل لتأمين التواصل بين اليد المعطاء واليد المعطى لها وبين القلب الكريم المحب وقلب كله رجاء وايمان."


واضاف: "نعرف ان الحاجة لن ينتهي والعطاء لن يتوقف حتى ولو كنا في اصعب الظروف ومهما فعلنا يبقى الكثير ، نحن شعب ابناء الايمان وكرامتنا عالية وعنفواننا كبير الا ان صعوبة الظروف والحاجة تتغلب علينا لهذا سنبقى بجانب كل محتاج."


وختم “شكرا الجميع وأمل بالوصول الى مرحلة تأسيس مشاريع انتاجية تخصص لسد الحاجات وسنبقى مؤمنين ان بدل ثمن علكة او كوب عصير او علبة سجائر يفعل فعله بتأمين التضامن والتعاطف في مجتمعنا المتنوع."


وبعد القداس أُقيم حفل استقبال في صالون بيت الكهنة.


Write a comment

Comments: 0