قليلة هي الأفلام السينمائية التي تعالج مشاكل الرجال الذين يبلغون الخمسين من العمر والأمور التي يتخبطون فيها, سواء كانت عائلية, عملية أو عاطفية.. على الرجال أن تُظهر الجانب القاسي من شخصيتها وقدرتها على مواجهة كل المشاكل والمصاعب التي تعترضها دون القدرة على التذمر او التهرب من المواجهة
الفكرة الأولية بسيطة جداً: مجموعة من الرجال التي تعاني من الاحباط تجتمع مرة في الاسبوع للتمرن على السباحة في الفيلم الفرنسي الجديد Le Grand Bain للممثل والمخرج جيل لولوش. في تجربته الاخراجية الثالثة يُدخلنا المخرج في عالم هذه المجموعة من الرجال ومدربتهم, التي بدورها تعاني من مشاكل كالادمان على الكحول وعدم وجود الحب في حياتها.
برتران الذي لا يكف عن الدوران في حلقة مفرغة بعد طرده من العمل،. وبتشجيع من زوجته ينضم الى فرقة من الرجال التي تبحث عن حلمها الضائع وتعويض خساراتها من خلال التدرب على السباحة الفنية الى ان يقرروا ان يدخلوا بطولة العالم لتمثيل بلادهم فرنسا ومواجهة فرق عالمية محترفة بشكل أكبر منهم
لكن هذه المجموعة, الغير متناسقة, ستحتاج لساعات وساعات من التدريب الشاق وساعات أكثر للتغلب على مخاوفها ومواجهة شياطينها الخاصة والتعامل مع مدربة, مقعدة, قاسية ولا ترحم لأنها تسعى لجعلهم يفوزون بالمرتبة الأولى في بطولة العالم ولأجل ذلك لن تتوانى عن جعلهم يتدربون ومعاقبتهم في حال الضرورة لإظهار قدراتهم الحقيقية وقد تنجح بذلك…
عندها سيدخل الشريط في رحلة شيقة من التعب والمواقف الطريفة على طريق النجاح بعد ان نكتشف قصصهم الحزينة وتجعلنا نتعاطف معهم.. ان استطاعت مجموعة فيلم Full Monty ان تتعلب على الصعاب لما لا تسطيع المجموعة في Le Grand Bain?
سينجح رهان الفيلم في جعلنا نبتسم, نتحمس ونتأثر بهذه المجموعة والأهم سيجعلنا نؤمن بتحقيق المستحيل وهنا يكمن الدرس الأهم والأجمل الذي يحمله الشريط: حتى وان لم يعترف العالم المحيط بنا بهذا النجاح, نحن من نصنعه ونحن من نشعر ونفتخر به!
اغطسوا دون تردد في مشاهدة Le Grand Bain
الآن في الصالات السينمائية اللبنانية.
Write a comment