· 

رحلة الموت والبطل الإيراني


في البلد الأقرب جغرافياً الى لبنان تدور حرب مدمرة بين النظام وفصائل معارضة وبين النظام وتنظيم داعش وفي هذه الحرب يشترك الجميع بصنعها وجعلها أكثر تعقيداً ودموية.

 

فيما زالت الحرب مستمرة منذ عدة سنين حتى يومنا هذا, وبعد اندحار تنظيم "داعش" في العراق وسوريا, حان موعد عرض قصص الحرب على الشاشة الكبيرة حيث للسينما دوراً مهماً في تسليط الضوء على أحداث غيرت وجه المنطقة العربية وأدخلتها بدوامة من العنف والدمار.


السينما الايرانية, مشهورة حول العالم بقدرتها على إظهار الواقع بطريقة سينمائية مدهشة, وها هي تدخل صالاتنا اللبنانية في فيلم جديد بعنوان "رحلة الشام 2701".

 

كما يدل العنوان, يخبرنا الفيلم عن رحلة في طائرة عسكرية ضخمة من مطار تدمر, في المدينة الأثرية التي دُمرت معظم الأثار التاريخية فيها, الى مطار دمشق الدولي لنقل عدد كبير من الجرحى والقتلى - ولكن أيضاً عدد من سجناء تنظيم "داعش" الذين سيكون لهم دور كبير في اختطاف الطائرة واسر قبطانيها الايرانيين الذان سيحاولان, بقدر استطاعتهما, انقاذ أرواح الابرياء من كافة المذاهب الدينية وعلى الطريق إظهار صورة صحيحة للأسلام بعيداً عن التزمت والتطرف وأقرب الى التسامح والعدالة.

 

هذان القبطانان, شاب ووالده, يتخبطان بدورهما ببعض المشاكل كابتعاد القبطان الشاب عن زوجته الحامل وتهديد والدتها له عبر الفيديو والوالد الغائب عن العائلة بسبب اشتراك ايران بحروب خارج أراضيها من العراق الى البوسنة مروراً بسوريا ولبنان وافتقاده الدائم له وبذلك يعبر عن معاناة من يفتقد عزيز بسبب الحروب.

 

يُدخلنا الفيلم, بشكل مذهل, في كواليس التفكير الداعشي وصناعة حربه الإعلامية المُتقنة عبر أعضاء من كل دول العالم ولا سيما الدول الاوروبية. كذلك يُظهر الشريط الرعب الذي يبثه, وينفذه, التنظيم والوحشية التي لا ترحم حتى النساء والأطفال وكل ذلك تحت غطاء الدين.

 

كاميرا المخرج الايراني ابراهيم حاتمي كيا تنجح بإيصال صور رائعة من سوريا الممزقة بالحروب والتي تسعى, بمساعدة القوى الخارجية-روسيا وايران- الى ارساء الإستقرار وحماية المدنيين بالرغم من نظرات الرعب على المواطنين والمواطنات تحت الحصار.

 

وهذه الكاميرا تُظهر البطل الايراني, مقارنةً بالبطل الأميريكي في الأفلام الهوليوودية, الذي لا يتواني عن التضحية بنفسه لإنقاذ المئات.. في مشاهد لا تخلو من الشاعرية والتأمل.

 

"رحلة الشام 2701"

فيلم سينمائي ضخم يستحق المشاهدة وفيه بعض المشاهد التي ستحرك الكثير من المشاعر عند كل أطياف المجتمع في لبنان والعالم. الفيلم من إخراج ابراهيم حاتمي كيا ومن بطولة نخبة من الممثلين اللبنانيين كبيار داغر في دور القائد العسكري الشجاع وندى بو فرحات في دور زوجة خالد السيد في ثوب شيخ من تنظيم "داعش" وسينتيا كرم في دور "داعشية" من أصل أميريكي لديها مخطط مستوحى من حياتها قبل انضمامها للتنظيم ومن خلالها نرى بعض أسباب إنضمام هذه الفئات الى التنظيم الإرهابي.. يشارك بالفيلم أيضاً عدد كبير من الممثلين السوريين والإيرانيين، في قالب من الإثارة والتشويق.

 

> يبدأ عرضه في صالات السينما اللبنانية ابتداءً من 11 تشرين الأول/أكتوبر  2018.

Write a comment

Comments: 0