اسكوبار: نحبه ولا نحبه.. لكن قد نتعاطف معه

قد نتعاطف احياناً مع شخص "شرير" يقوم بأمور تسيء لدولته والمجتمع بشكل عام وقد نشعر باذنب بسبب هذا التعاطف. الغير منطقي, اذ يجعلنا مشاركين بجرائمه السيئة من خلال هذا الشعور الغريب.. لكن هذا ما يجعل السينما عالم جميل يحول الواقع المرير الى شريط من المشاعر المتخبطة في شخصيات

تصارع للبقاء على قيد الحياة.. كل انسان من وجهة نظره, الغير موضوعية في معظم الأحيان

 

نتكلم هنا عن بابلو اسكوبار, الزعيم الكبير لمروجي المخدرات في كولومبيا, انسان لا يعرف الشفقة او الرحمة ويقوم بتصفية كل من يقف بوجهه او يخالف اوامره بطريقة وحشية.. حتى دولته كولومبيا عانت الأمرين منه وكانت تخشاه ودخلت بسببه بحرب أهلية ذهب ضحيتها الالاف من المواطنين والمواطنات ولم تنته فصولها الا العام المنصرم مع توقيع اتفاق سلام برعاية الأمم المتحدة

 

لكن بابلو لديه نقطة ضعف وحيدة ستقوده الى مصير مجهول وسيقع ضحيتها وسيذهب لملاقاة حتفه كسمكة تتجه للطعم المُلقى في البحر من قبل صياد يتلذذ بالانتظار على الشاطىء منتظراً صيده الثمين.. في هذه الحالة أكبر زعيم لكارتيل المخدرات الذي سبب الرعب لبلده الأم كولومبيا ووكالة مكافحة المخدرات في الولايات المتحدة.
اسكوبار, الذي كان يساعد الفقراء في منطقة "ميدين" في كولومبيا, كسب عطف ومحبة الفئات المهمشة من البلاد عبر المال والارهاب.. فكان يغدق الأموال على من يقتل شرطي بعد أن أعلنت الدولة الكولومبية الحرب عليه فسبب الخراب والاضطراب على كافة الجبهات ولكل الأطراف دون استثناء.
وللطموح مكانة مهمة في حياة هذا الانسان الذي لم يتردد بالدخول الى الندوة البرلمانية لتعزيز سلطته. اما الحب فاحتل المرتبة الاولى في حياته, خاصةً عائلته وهي نقطة ضعفه الوحيدة, حسب ما اخبرتنا النجمة التلفزيونية فرجينيا والتي كانت عشيقته من خلال قصتها معه في الفيلم السينمائي Loving Pablo.
الفيلم من بطولة خافيير بارديم, في دور بابلو اسكوبار, وبينيلوبي كروز, في دور العشيقة فرجينيا التي تروي قصتها مع اسكوبار ومن خلالها نشهد على مراحل صعوده الى القمة وحربه مع الدولة الكولومبية وانحداره الاخير الى الهاوية. أخرج الفيلم الاسباني فرناندو ليون دي ارانو وهو مقتبس من قصة زعيم المخدرات الحقيقية.
هذه الواقعية سيحولها المخرج واداء الممثلين الرائع الى ملحمة من البطولات الصغيرة لكن المؤلمة والتي تجد صداها في معظم دول العالم فنرى الصراع على السلطة والنفوذ وقدرة أموال المخدرات على تهديد الجميع بمن فيهم الدول الصغرى والعظمى.. ومع هذا التهديد تأتي المؤامرات وعمليات الاغتيال.
Loving Pablo
فيلم مشوق مع الكثير من الدراما وخطر التعاطف مع زعيم للمخدرات سيجعلنا نسأل نفسنا عن صحة هذا التعاطف مع نهاية الفيلم.. وهنا تكمن كل قوته.

Write a comment

Comments: 0