الشباب العربي يفضل العيش بالإمارات على الولايات المتحدة

أظهرت نتائج "استطلاع أصداء بيرسون– مارستيلر السنوي العاشر لرأي الشباب العربي" أن أغلب الشباب العرب يعتبرون بأن المنطقة انحرفت عن مسارها الصحيح خلال العقد المنصرم، ويؤكدون ضرورة العمل على توفير الوظائف وتحسين أنظمة التعليم ومحاربة الإرهاب ومكافحة الفساد كمقومات أساسية لإعادة توجيه المنطقة إلى المسار الصحيح. وكشف الاستطلاع أيضاً أن الأغلبية الساحقة من الشباب العربي في المنطقة يدعمون الإصلاحات التي يقودها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ويعتبرونه قائداً قوياً من شأنه أن يرسم ملامح المنطقة خلال العقد المقبل.


وأظهر الاستطلاع كذلك تحولاً كبيراً في نظرة الشباب العربي إلى القوى العظمى الفاعلة في المنطقة، حيث يرى أغلبهم في الولايات المتحدة الأمريكية عدواً لبلدانهم، بينما عززت روسيا مكانتها كأكبر حليف غير عربي في المنطقة.    

ويعتبر "استطلاع أصداء بيرسون- مارستير السنوي لرأي الشباب العربي" المسح الأشمل من نوعه للشريحة السكانية الأكبر في المنطقة – الشباب.


 ولإجراء النسخة العاشرة منه، استقصت شركة الأبحاث العالمية "بي إس بي ريسيرتش" آراء ومواقف الشباب العرب في 16 بلداً بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث أجرت 3500 مقابلة شخصية خلال الفترة بين 21 يناير و20 فبراير 2018 مع شبان وشابات عرب ينتمون للفئة العمرية بين 18 و24 عاماً. وتم إجراء هذه المقابلات باللغتين العربية والإنجليزية.    


وبحسب الاستطلاع, أعرب غالبية الشباب العربي (55%) عن اعتقادهم بأن المنطقة سارت في الاتجاه الخاطئ خلال العقد الماضي الذي رسمت ملامحه أحداث الربيع العربي وظهور "داعش". وكان التشاؤم سيد الموقف تحديداً في منطقة شرق المتوسط، حيث يقول 85% من شبابها أن المنطقة سارت في الاتجاه الخاطئ.


ويرى الشباب بأن دحر الإرهاب، وتوفير وظائف ذات دخل جيد، وتحسين أنظمة التعليم، ومكافحة الفساد ضرورة ملحة للعودة بالمنطقة مجدداً إلى المسار الصحيح خلال العقد المقبل.


ويبدي الشباب العربي أيضاً دعمه لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ويتوقعون أن يكون له التأثير الأكبر على المنطقة خلال السنوات العشر القادمة. ولدى سؤالهم عن الإصلاحات التي يقودها ولي العهد، أعرب 88% من الشباب العربي عن دعمهم لقرار المملكة في السماح للمرأة بقيادة السيارة، كما أيد 86% منهم (94% من الشباب السعودي) حملة ولي العهد لمكافحة الفساد والتي تم خلالها احتجاز العشرات من الأمراء ورجال الأعمال البارزين بتهم الكسب غير المشروع.


وقالت دونا امبيراتو، الرئيس التنفيذي لشركة "بيرسون كون آند وولف": "قدّم استطلاع رأي الشباب العربي على مدار السنوات العشرة الماضية رؤى معمقة حول العديد من التغيرات الجوهرية التي شهدتها المنطقة. وهذا هو واقع الحال أيضاً بالنسبة لاستطلاع عام 2018، حيث يشكل هذا التحليل السنوي المعمق لآمال ومخاوف الشباب العربي منصة مثالية لفهم الأولويات الرئيسية للجيل القادم من صناع القرار وقادة الأعمال في المنطقة".


وتقول الغالبية العظمى من الشباب العربي (78%) أن "داعش" أصبح أضعف خلال العام الماضي، ويرى 58% منهم أن هزيمة حتمية تنتظر التنظيم الإرهابي وإيديولوجيته.


وتمثل هذه النسبة تحولاً كبيراً عن استطلاع عام 2015 عندما أعرب 47% فقط من الشباب العربي عن ثقتهم بقدرة حكوماتهم على مواجهة التنظيم الإرهابي.


وفي تحول محوري آخر، ينظر الشباب العربي الآن إلى الولايات المتحدة باعتبارها عدواً وحلت مكانها روسيا كأكبر حليف غير عربي  في المنطقة.


 حيث يقول أغلب الشباب العربي (57%) أن الولايات المتحدة عدو لبلدانهم (مقارنةً مع 32% في عام 2016) مقابل 35% يعتبرونها حليفاً (مقارنةً مع 63% في عام 2016).


ولدى سؤالهم عن الحلفاء الأبرز لبلدانهم، يميل أغلب الشباب العربي إلى اختيار دولة الإمارات والسعودية والكويت تليها روسيا في المركز الرابع ومصر في المركز الخامس. وتراجعت الولايات المتحدة إلى المركز 11 لتجد نفسها خارج المراكز الخمسة الأولى لأول مرة منذ إطلاق الاستطلاع.


وتقف هذه النتيجة على النقيض من استجابة الشباب العرب عند سؤالهم عن أي بلد -بخلاف بلدهم- يرغبون في العيش فيه، ويريدون لبلدانهم أن تقتدي به ، حيث احتلت الولايات المتحدة المرتبة الثانية بعد الإمارات العربية المتحدة. وعلاوة على ذلك، حلّت قناة "سي إن إن" في صدارة وسائل الإعلام الأكثر مصداقية، بحسب الاستطلاع.


وقال سونيل جون، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "أصداء بيرسون- مارستيلر" ورئيس شركة "بيرسون كون آند وولف الشرق الأوسط": "بلغنا اليوم محطة مهمة بمرور عقد كامل على إجراء الدراسة الأشمل من نوعها للشريحة السكانية الأهم في المنطقة.


وقد خلص استطلاع هذا العام إلى نتائج لافتة إلى حد كبير، ومنها تغير نظرة الشباب العربي إلى الولايات المتحدة بصورة كبيرة عن السنوات السابقة، وأيضاً اعتقاد غالبيتهم بأنه ما من مكان لـ ’داعش‘ وإيديولوجيته في المستقبل".


ولإجراء استطلاع هذا العام، أجرت "بي إس بي ريسيرتش" 3,500 مقابلة شخصية مع شبان وشابات عرب من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي -البحرين، والكويت، وعمان، والسعودية، والإمارات، وقطر، بالإضافة إلى الجزائر، ومصر، وليبيا، والمغرب، وتونس، والعراق، والأردن، ولبنان، والأراضي الفلسطينية، واليمن. وكانت نسبة الذكور إلى الإناث المشاركين في الاستطلاع هي 50:50.

Write a comment

Comments: 0