· 

أسطورة رياضة الدراجات الجبلية رينيه فيلدهابر يقتفي مسارات الجِمال في صلالة

على مدى بضعة أشهر سنوياً، تهب الرياح الموسمية على صلالة، لتتأهب الجِمالُ وتبدأ رحلةَ التجوالِ في البرّية، مخلّفةً وراءَها مساراتٍ متعرّجة على بساط أخضر أشبه بواحة وسط طبيعةٍ جافة عموماً. رياضي الدراجات الجبلية السويسري رينيه فيلدهابر تتبَّعَ خطى الجمال، على واحد من أروع المسارات المرسومة في المنطقة، هنا في حديقتنا الخلفيّة في عُمان.

 

فيلدهابر أقرَّ أن الصورة التي كانت مرسومة في ذهنه عن صلالة مغايرة تماماً، لمدينة لا تبتعد سوى بضع مئات الكيلومترات عن صحراء الربع الخالي: "توقعت أن أرى صحراء، لا شيء سوى الرمال. ولكن مهلاً، وجدت جبالاً هنا، والمكان رائع فعلاً... شعرت أني في بلادي إنما بدون الثلوج".

 

لم يكن مشهد سفن الصحراء مشهداً مألوفاً في موطنه سويسرا، فهي تركت أثراً كبيراً لدى فيلدهابر، ودفعته للانطلاق في رحلة اقتفاء آثارها. وكانت مهمة تصميم المسار ملقاة على عاتق الجِمال، ما جعل رحلة رينيه مليئة بالتحديات... فالمسار الذي كان يبدو سهلاً سرعان ما يزداد صعوبة بمجرّد ظهور الانحناءات والمنعطفات الخارجة عن الحسبان.

 

وهو يضيف: "على هذه المسارات هنا ترى تنوعاً في درجة الانحدار، فالجِمال تحب أن تسير أحياناً على دروب منحدرة وأحياناً أخرى على طرق مستوية، فهي التي تتولى شقَّ المسارات هنا".

 

خلال المغامرة التي دامت أسبوعاً، قاد رينيه دراجته على امتداد 7 كيلومترات، طوال 10 ساعات يومياً، في متوسطة حرارة بلغ 26 درجة مئوية.

 

وهو يردف قائلا: "لن تعرف مطلقاً ما الذي ينتظرك عند المنعطف التالي، لذا عليك أن تتأكد من النظر أمامك... وأن تكون متيقّظاً".

 

المسارات التي اكتشفها فيلدهابر عصت على السيارات، لذا كان عليه أن يتنقل سيراً على الأقدام في بعض الأحيان لبلوغ الموقع المناسب. وقيادة الدراجة في مناطق كهذه تعني بالتأكيد أنه كان يحتاج الى الطاقة للصمود طوال النهارفكانت الوصفة الغذائية المثالية له تتضمن التالي:

• خبز غني بالكربوهيدرات
• بطاطس
• فاصوليا وبروتينات
• مياه ممزوجة مع ريد بُل

 

 

وعندما سُئل عن سبب اختياره صلالة لإنجاز المشروع، قال فيلدهابر إن الأمر يعود لواقع أن الطبيعة الأم نفسها، بمساعدة الجِمال، كانت هي التي رسمت هذا المسار، في عملية يندر أن ترى مثيلاً لها ولفرادتها في أي مكان في العالم.

Write a comment

Comments: 0